توميدس هل هو كيويل الجديد ؟

من الجيد دائماً أن يكون المرء حذراً عندما يلقى الكثير من المدح، وبالأخص عندما يأتي ذلك على شكل مقارنات مع الآخرين. حيث يشير التاريخ إلى أنه ليس من الضروري أن تصبّ في مصلحة مسيرة اللاعب الشاب مقارنته بزملاء أكبر مخضرمين أثبتوا علوّ كعبهم في عالم المستديرة الساحرة. حيث يبدأ المدربون والإعلاميون وعشاق كرة القدم بمراقبة كل خطوة يقوم بها اللاعب الصاعد وانتقاد أصغر خطأ يقترفه.

وبالنسبة إلى ديلان تومبيدس الذي يحتلّ صدارة الأخبار في وطنه أستراليا خلال مشاركة فريقه في كأس العالم تحت 17 سنة المكسيك FIFA 2011، فإنه يجد نفسه في هذا الموقف تماماً. حيث يوصف ابن السبعة عشر ربيعاً على أنه هاري كيويل الجديد، الذي يعتبره كثيرون أفضل نجم أنجبته بلاد الكنغر. وقد قال هذا اللاعب الواعد في حديث مع موقع FIFA.com: "دائماً ما تختلط المشاعر بالنسبة للمرء عندما يقرأ مثل هذه التعليقات. كان هاري كيويل لاعباً عظيماً بمسيرة رائعة. لا يوجد شكٌّ بأنه من الجميل أن يقرأ المرء ذلك، لكني أودّ حقيقة الأمر أن أصنع اسمي بنفسي. لا أعني بذلك أن وصفي بأني هاري كيويل الجديد يعتبر أمراً سيئاً، لكني أفضل أن يُشار إليّ باعتباري تومبيدس . فإذا ظهر اسمي في الصحف، فهذا يعني أني قدمتُ أداءً جيداً."

وأكمل قائلاً: "وفي الواقع ليس لديّ مثلٌ أعلى لأني معجبٌ بعدد من اللاعبين الذين يملكون مجموعة صفات مختلفة. لكن المرء يتطلع بطبيعة الحال إلى لاعبين من أمثال مسعود أوزيل وكريستيانو رونالدو وأندريس إنييستا وتشافي وليونيل ميسّي. فما يقوم به أولئك بالكرة هو أمرٌ لا يُصدّق."

هدف فوز غالٍ جداً

وكان أفرام جرانت المدرب السابق لفريق وست هام قد منح تومبيدس فرصة الظهور للمرة الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال الموسم الماضي الذي انتهى بشكل مخيب للآمال بالنسبة إلى الهامرز وتلقوا صفعة الهبوط. وقبل بضعة أسابيع عندما سُئل جرانت، مدرب تشيلسي السابق، عن وجه المقارنة بين كيويل وتومبيدس، كانت إجابته: "كان هاري لاعباً جيداً وقد أحببته. أعتقد أن ديلان يملك من المقومات ما يجعله قادراً على تقديم أداء مماثل. لكن المقومات شيء، واستغلالها شيءٌ آخر."

ولا يزال مستقبل تومبيدس مع نادي شرق لندن غير واضح، حيث لم يعلن المدرب الجديد سام ألارديس عن خططه حتى الآن. وقال اللاعب الواعد: "أودّ اللعب مع التشكيل الأساسي، ولكن يتعين عليّ الانتظار لمعرفة مجريات الأمور. لم أحظَ بأية إجازة حتى الآن، ولهذا ربما أحصل على عطلة لأسبوع عند العودة، رغم أن فريق تحت 18 سنة سيخوض بطولة في إستونيا."

وكان تومبيدس قد أظهر قدراته ولفت الأنظار له منذ انطلاق كأس العالم تحت 17 سنة المكسيك FIFA. ورغم أن القرعة أوقعت نجوم أستراليا الشبان في مجموعة حديدية، إلا أن بإمكانهم الوصول إلى دور الستة عشر بعد خسارتهم أمام البرازيل وتغلبهم على كوت ديفوار. وقد سجل هذا القناص هدف الفوز في أولى مباريات المجموعة السادسة مع ممثلي القارة السمراء والتي انتهت بنتيجة 2-1.

وأضاف خليفة كيويل: "لا أعتقد أن الكثيرين توقعوا أن يكون في جعبتنا ثلاث نقاط بعد مباراتين، لأنه تم اعتبارنا من بين الأقل حظوظاً في المجموعة. بدأنا بشكل جيد، رغم خسارتنا بعد ذلك بهدف دون رد أمام البرازيل. نشعر بالرضا عما قدمناه حتى الآن."

آمالٌ أسترالية بالوصول لأدوار خروج المغلوب

ستكون موقعة يوم الأحد الأخيرة في منافسات المجموعة مصيرية بالنسبة لأستراليا التي تواجه فيها منتخباً دانمركياً خسر مباراتيه حتى الآن: "سيكون لقاءً صعباً لأنه يتعيّن على الدانمرك الفوز، بينما يمكننا ضمان التأهل باقتناصنا نقطة واحدة." لكن هذا اللاعب لا يوجه أي اهتمام حالياً إلى دور الستة عشر ويقول: "نتعامل مع كل مباراة على حدة. سيكون أمراً لا يُصدّق إن نجحنا في الوصول لنصف النهائي أو تحقيق إنجاز كهذا. وإن فشلنا في ذلك، فلن يكون أمراً سيئاً لأن أحداً لم يتوقع منا تحقيقه."

وبعد ساعات قليلة من وصول الفريق إلى مدينة كيريتارو قادماً إليها من جوادالاخارا، تحدث موقع FIFA.com مع تومبيدس من شرفة الفندق المطل على المدينة أملاً بالتعرّف أكثر على هذا اللاعب المغمور القادم من أستراليا . وتكمن المفارقة في أن فيلمه السينمائي المفضل هو (القنّاص)، لكنه يؤكد أن ذلك من قبيل المصادفة فقط ولا علاقة له بالموقع الذي يشغله في الصفوف الأمامية للفريق: "إنه مجرّد فيلم أحبه. تم إخراجه بطريقة جيدة والممثلون رائعون."

متعة تسجيل الأهداف

يعتبر ديلان لاعب جولف من الطراز الرفيع، ولكنه يستبعد تماماً فكرة أن الدقة على مضامير الجولف تساعده في عالم كرة القدم: "ألعب (الجولف) للتسلية فقط. أشعر بالسعادة بعد جولة جيدة، ولكن إن واجهني حظّ عاثر، فإن ذلك لا يعني كارثة بالنسبة لي."

وفي كل الأحوال، فإن الشعور الأفضل يأتي عند تسجيل الأهداف: "سيتفق معي في الرأي أي شخص سجل في حياته هدفاً. فسواء كنت حارساً أو مدافعاً أو مهاجماً، فإن تسجيل هدف يغمرك بشعورٍ لا يُصدّق."

وسيكون هذا اللاعب الأسترالي الواعد سعيداً للغاية إن تملّكه هذا الشعور مجدداً في اللقاء مع أبناء اسكندنافيا يوم الأحد. وفي حال نجاحه بمساعدة فريقه في الوصول إلى الدور المقبل، فإن ذلك سيجعل يومه سعيداً أكثر وأكثر.

مشكور

مشكور